جرّاح التجميل د. بيشي القرني ضيف (نبض الجامعة)

سطام الحقباني
26/01/2020
0
24537
​​ـ أشعر بالسرور عندما يكون تلميذي أفضل مني علمياً وعملياً.
ـ ترى مولودًا لك ينمو ويستمر في النمو، لايوجد إحساس أكثر من ذلك يشعرك بالنجاح.​
ـ الجراحة التجميلية في السعودية في مستوى عالٍ مقارنة بالدول المتطورة والحديثة، كأمريكا، وشمال أمريكا، وأوروبا

أبحرَ في مجاله بعمق حتى أصبح من أشهر الجراحين السعوديين في مجال جراحة الوجه والفكين وزراعة الأسنان، أسَّس الجمعية السعودية لجراحة الفم والوجه والفكين، الدكتور بيشي القرني، استشاري جراحة تجميل الوجه والفكين ضيف هذا الحوار مع الزميلة فايزة الرحيلي.

الدكتور بيشي القرني لماذا اخترت هذا التخصص؟
تخرجت في جامعة الملك سعود بامتياز، وغادرت الرياض في الفترة الأولى إلى منطقة عسير- مستشفى عسير المركزي، واخترتُ هذا التخصص نتيجة علاقةٍ مع بعض الزملاء. لم يكن هناك ترتيب مسبق؛ بل كان ناتجًا عن جاذبية زملائي العاملين في القسم، فهم الذين غيروا تفكيري إلى الجراحة، لم أكن أتوقع أيام الدراسة أن أتجه نحو جراحة تجميل الفكين، لكن عندما عملت معهم أعجبني هذا المجال، وبدأت فيه، وأنا الآن سعيد باختياري له!
شاركت في أكثر من 72 مؤتمرًا وندوة محلية ودولية متحدثاً، وأحياناً حضورًا فقط. ما الإضافة التي يحصل عليها الطبيب في مجاله من خلال تلك المؤتمرات؟
أولا: الانتشار من خلال المجلات، والمؤتمرات الصحفية، واللقاءات، ومقابلة زملاء، والتعرف إلى مجتمع جديد، فلن يتم الانتشار إلا بهذه الطرق. قد يكون لديك عدد من الإنجازات والأعمال، لكنها لن تنتشرإذا كنت بعيدًا عن الناس، فالمؤتمرات العلمية أعطتني وأضافت لي الكثير؛ إذ صقلت شخصيتي صقلًا أكبر، وأعطتني مجالًا أكبر في أن أكون في السلك التعليمي لفترة تجاوزت ال25 سنة، كما أعطتني فرصة أنْ أخدم كثيرًا من الجيل الجديد. وما أعده إنجازًا كبيرًا هو مشاركتي في تعليم عددٍ كبيرٍ من زملائي الذين أفتخر فيهم الآن، كلهم أخذوا مناصب كبيرة ومواقع جيدة؛ لذا أفتخر في كل مكان أنْ كان لي بصمة ولو بسيطة فيما وصلوا إليه.
نودُّ معرفة كيفية عمل الجراحات بأجهزة الاستطالة العظمية؟
تعدُّ الاستطالة العظمية من ضمن المنجزات والتقنيات الحديثة التي تتميز بعدم إحداث عمليات كثيرة في جسم الإنسان، وأن يكون العمل قليلا ومفيدا. ومن المعروف أنَّ بناء ميليمترات في العظم في جراحة الفكين أو في جراحة الأسنان من الصعوبة بمكان بخاصة الارتفاع، وعليه هناك صعوبة في التغطية النسيجية. وقد بدأت هذه التقنية في قسم جراحة العظام مُستخدمةً الاستطالة في الأطراف بعد بترها أو قصرها نتيجة أمراض. طبعا كُيِّفت وصُغِّرت وحُجِّمت بما يتناسب مع الجمجمة والفكين. وكنت قد بدأتُ في هذا المجال في 2005، والحمد لله تمرَّست فيه وأعطيته كثيرا من الوقت والعمل إلى أنْ أصبحتُ متمكنا فيه، وممثلا للشركة في معظم برامج الاستطالة العظمية، وقد أعطتْ هذه  التقنية راحةً كبيرة في أمراض جراحة الوجه والفكين، والشفة الأرنبية، والتطعيم العظمي للزراعة، فهي تقنية جيدة، ومريحة، وآمنة.
متى يلجأ طبيب جراحة التجميل والترميم إلى تغيير ملامح الوجه؟ هل هذا ممكن جراحياً؟
جراحة الوجه والفكين عبارة عن تغيير، ونحن دائما نسعى إلى أنْ يكون التغيير إيجابيا وللأفضل، لكن التغيير قد يكون ناتجًا عن إصابة خلقية أثناء الولادة، أو أثناء النمو، أو لأسباب جينية، كعدم التطابق أو التناسب مابين الفكين، وهذا يكون بسبب المورثات الجينية، أو ناتج عن حوادث السير، أو تشوهات خلقية كالشفة الأرنبية وخلافه، طبعا التغيير الذي سنحدثه سيكون -بإذن الله- إيجابيا، لأنه لايمكن فصل التغيير الوظيفي عن الشكلي، فكلاهما متلاصقان، فعندما تُحدث تغييرا شكليا فأنت تحدث وظيفةً جيدة تساهم في أن يكون مستوى معيشة الشخص جيدا، ويستطيع التعامل مع المجتمع. لا أخفي عليكِ، الوجه هو أصل ومرآة كل شيء، ولا نستطيع تغطيته بأي شيء، وعليه فإنَّ كثيرًا من الانعكاسات النفسية، والثقة الشخصية، أو التعامل مع المجتمع خاصة ستظهر عليه، وستنعكس انعكاسا نفسيا خطيرًا، وغالبا ما تعزله عن الناس، وتمنعه من الاندماج في المجتمع. وعند السيدات قد تتأخر حياتهن الشخصية كالزواج أو حتى الوظيفية. والحمد لله فإننا من خلال هذا المجال ندخل السعادة للناس، ونغير من جودة حياتهم، وهذه أهم إضافة لنا بعيدا عن الإنجاز الطبي.
كيف يُقيِّم الدكتور بيشي القرني مجال التجميل في السعودية؟
أنا دائما متفائل، مع أنَّ الناس عادة تتناقل الأخبار السيئة التي يجب ألَّا تكون مرجعًا سواءً في السوشل ميديا، أوالمجلات، أوالمنابر الإعلامية؛ لأنَّ الشيء الجيد عادةً يعدُّ طبيعيا. وأنا أرى الجراحة التجميلية في السعودية في مستوى عالٍ مقارنة بالدول المتطورة والحديثة، كأمريكا، وشمال أمريكا، وأوروبا، وعليه أصبح سقف الناس في المتطلبات عاليا نتيجة جودة الحياة المتوفرة في السعودية. قبل فترةٍ من الزمن كان الناس يطلبون الأشياء الأساسية في حياتهم؛ أما الآن فأصبحوا يتكلمون في تفاصيل التفاصيل، يعني أصبح يراجعك شخص يطلب تغييرات شكلية ليست ناتجة عن احتياج، وهذا طبيعي عند الحصول على الأساسيات، فالناس ينتقلون إلى الرفاهية ومرحلة الرفاهية، وهنا تأتي المشكلة والدقة؛ لأن الناس بدؤوا يدققون ويبحثون عن كل شيء جميل. وعمومًا أنا أرى أنَّ هناك أطباءً مؤهلين، وتقنيات عالية، وأجهزة  ممتازة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص. فالأطباء جيدون، ولكن نحتاج إلى بحث وعدم التسرع.
هل هناك هوس حقيقي لدى السيدات بعمليات التجميل؟
إلى درجةٍ معينة نعم، وهذا طبيعي. قد يأتيك من يتوقع أنَّ مشكلته شيء معين، وأحيانا أرى حالات لاتحتاج لعملية، وهنا دورك بوصفك طبيبًا لايقتصر على أنْ توضح للحالة أنها لا تحتاج لعملية؛ لأنها ستبحث عن غيرك، لكن عندما تكون أبعد من ذلك، كالأمور النفسية هنا قد تصطدم مع الحالة، فتحتاج إلى طبيب نفسي؛ ليناقش هذه الحالة ويخبرها بعدم وجود مشكلة لديها، وهناك حالات لا تقتنع أبدا لكنها نسبة ضئيلة جدا، والعامل فيها يكون نفسيا كثيرا. وفعلا لاحظت أنَّ كثيرا من المراجعين عندما يراجعونني بعد العملية يأتون بثقة مختلفة.
متى يقول الدكتور بيشي القرني: "لا "، ويرفض إجراء عملية جراحية؟
عادة لا نقول: "لا "، ولكنني أقولها بطريقة مختلفة؛ لأن كلمة (لا) كلمة صغيرة، لكنها كلمة تسكير وعدم تفسير، والشخص يحتاج أنْ تفسِّر له. أنا عادة أحتاج لوقت طويل مع المراجع؛ لأشرح له، حتى في حالة اقتناعي بعمل العملية له أحتاج لوقت طويل؛ لأفسِّر وأشرح له؛ لأنَّه هذا الوقت المناسب كي يعرف كلَّ شيء؛ فإذا تمَّ بعد حدوث العملية يعدُّ اعتذارًا؛ لأنَّ كل عملية لها تبعات، فعندما نقولها في البداية تعدُّ تفسيرًا ليُقدم المراجع أو يتراجع عن العملية عندما يشعر أنَّ ضررها أكبر من فائدتها. فطبياً يعدُّ اعتذارًا حتى وإنْ كان علمياً صحيحًا؛ لأن المراجع يعتقد أنك أحدثت خطأ وتعتذر، أو تبحث عن مخرج. فأنا أقول: "لا" صراحة، ولكن بلغتي وطريقتي، أو بالطريقة التي تناسب كل مراجع وثقافته. قد أواجه شخصًا مقتنعًا اقتناعًا كبيرًا، لكن بعض الأحيان عندما نشرح للمريض شرحًا مفصلًا قد ينزعج ويمتنع عن العملية مع حاجته إليها؛ لذا نحاول أنْ نفسِّر العملية له تفسيرًا يستطيع استيعابه، ولانعطي المراجع معلومة خاطئة؛ لأنه يوثقها في عقله الباطن ويتخذها وثيقة، وعندما يذهب لطبيب آخر يحاول عكس هذه الوثيقة. في الحقيقة كلمة "لا" خطيرة جداً عندما تقولها دون تفسير .
في عام 2005 أجرى البروفيسور الألماني: بيتر كسلر بمساعدة من الدكتور بيشي القرني عملية جراحية لشاب وفتاة يعانيان من اضطراب في نمو الفك السفلي. ماذا تعني لك هذه العملية بوصفك طبيبًا؟
العملية تعني لي أول انطلاقة في عمليات الاستطالة العظمية؛ حيث كانت هذه العملية نشاطًا لورشة عمل دامت ثلاثة أيام في مدينة الملك فهد الطبية، كانت الفكرة تقوم على أنه في حال دخول تقنية جديدة يجب أن يُجلب أفضل الخبراء في العالم؛ حتى يعلِّموا الأطباء استخدام هذه التقنية، وليس مجرد جلب أجهزة ووضعها على الرف. وهذه مشكلة كبيرة؛ حيث إنه يمكنك شراء الأجهزة بالمال، لكن لا تستطيع أنْ تتقن استخدامها. كان ذلك بالنسبة لي انطلاقة جيدة وشرارة الانطلاق التي وصلت لها بفضل الله في الاستطالة العظمية بتوفيق الله بعد هذه الفرصة.
بعد نشر حالتهم في الشرق في عام 2013 الدكتور بيشي يتبى حالات ثلاثة أشقاء يعانون من عيب خلقي يمنعهم من الأكل والكلام . حدثنا عن تلك الحالة؟
إنَّ تشوهات الفكين ناتجة عن عيوب خلقية وراثية، أو حوادث، أو التصاقات، أو أورام. والأخوة من منطقة جيزان، لديهم عيب خلقي ولادي، وكانت الصحيفة قد نشرت الحالة، ولدينا في مدينة الملك سعود الطبية الإمكانية في أنَّ نقدم الخدمة لهؤلاء المراجعين، تواصلنا معهم؛ لمساعدتهم. وهذا العمل وإن كان إنسانيًا إلا أنه يعدُّ منجزًا علميًا وأخلاقيًا؛ لأنك تشعر بفرحة الناس. والناس يحتاجون غالبًا إلى مَن يوجههم إلى المكان الصحيح ؛ لأنَّ الأماكن التي تجري العمليات موجودة لكنَّ الناس لاتعرفها وتحتاج إلى مَن  يوجههم إليها.
الدكتور بيشي يمثل المملكة العربية السعودية في الجمعية العربية لجراحة الفم والوجه والفكين. حدثنا عن الجمعية؟
أمثل المملكة بوصفي مسؤولًا عن البورد العربي لجراحة الوجه والفكين منذ خمس سنوات سابقة، والحمد لله أنَّها تهتم  بهذا بالجانب التعليمي. أنا مسرور جداً! فخلال خمس سنوات من التجربة خدمت فيها الكثير من زملائنا في السعودية للالتحاق بهذا البرنامج، وتخرج فيه عددٌ ليس بالقليل. طبعاً نعمل مع جميع الدول العربية في هذا التخصص الذي يوسع الخبرة السعودية، ولا ننكر أننا في مجال جراحة الوجه والفكين في السعودية سواء على مستوى البورد في جراحة الوجه والفكين أوالزمالة السعودية ورغم قصر الفترة أصبحنا مرجعًا كبيرًا في هذا المجال للدول العربية، فالمملكة العربية السعودية مثال جيد للتنظيم، وجودة المنتج، والمخرجات، والأطباء المتخرجين، والبعض منهم يلتحقون في برامج في كندا، وأمريكا، وأوروبا، ويعكسون جانبًا جيدًا وممتازًا وعاليًا .
في مجال جراحة الفم وزراعة الأسنان، أين وصل الدكتور بيشي في هذا المجال؟
تعدُّ زراعة الأسنان من المناطق التي أبحرتُ فيها كثيراً، لقد بدأنا في أواخر 2003 - 2004 فعلا في زراعة الأسنان في المملكة بدءًا كبيرًا، ولابدَّ أنْ نذكر هنا الداعم الأساسي والأب الروحي لنا البروفسور: عبدالله الشمري، المشرف العام على جامعة رياض العلم، وكليات الرياض في ذلك الوقت، انطلقنا فيها في زراعة الأسنان، وأحدثنا برامج على مدار سنة كاملة متواصلة في الكلية خدمت أكثر من 300 أو 350 طبيبًا على المستوى الخاص والحكومي. بعد ذلك انطلقتُ وتوسعتُ في الزمالة السعودية لمدة سنتين في زراعة الأسنان في المستشفى العسكري، ومدينة الملك سعود الطبية التي أشرفتُ عليها فترة طويلة، وشاركت في التعليم لفترة طويلة. حقيقة أستمتعُ بزراعة الأسنان مع زملائي، حتى الذين انتهوا من هذا البرنامج ظللنا نتواصل معهم يوميًا ونتحاور عن حالات ونتائج زراعة الأسنان التي أصبحت من الأساسيات في طب الأسنان وجراحة الوجه والفكين التي تكاد لاتخلو منها أي عيادة. وهذه العيادات فيها الكثير من الممارسات الجيدة والممارسات الخاطئة مثل أي تخصص آخر.
هل تطور مجال جراحة الفم وزراعة الأسنان إلى درجة نستطيع فيها علاج كل الحالات؟
دائماً أقول مقولة أؤمن بها: " لايوجد حالة لايمكن علاجها "، والآن أقصى الحالات تتمثل في إصابة البعض بأورام، أو علاج كيماوي، أو إصابات عظمية قوية...، والآن أصبح من الممكن أن نزرع لكل إنسان، فقد أصبح لدينا التقنيات الجيدة التي تمكننا من عمل زراعة الأسنان التي تعدُّ جودة عالمية، لا أحد في الدول الحديثة المتطورة اقتصادياً، ومالياً، وعلمياً يقبل أن يكون هناك شخص بطقم متحرك، ونحن في السعودية على شاكلة هذه الدول، لا نقبل أن يبقى أحد يستخدم الطقم المتحرك، لابد على الأقل أن يكون لديه زراعات تستند إليها التركيبة، وهذا يدل أنَّ زراعة الأسنان من الخطوات اليومية التي تتم في كل عيادة. نحن نحتاج إلى التوسع في طريقة تعليم هذا المجال، وإلى من لديه الخبرة في مدِّ يد العون لمن يريد أنْ يتعلمه تعلُّمًا جيدًا، ويمارسه ممارسة أكثر، وألَّا يضع العراقيل حتى لايمارس ممارسة سيئة، وألَّا يكون لدى من يرغب في التعلم الخوف من الاتصال، وأخذ المشورة ممن يجيد هذا المجال.
نود معرفة شعور الدكتور بيشي عندما يجري عملية ترميم وجه أو فكين تغير مسار حياة مريض كلياً بعد نجاحها؟
أنا بصراحة أستمتع بالعمل؛ لأنَّ عدم استمتاعك بالعمل لايجعلك تعمل جيدًا، طبعا نشعر بالسرور، وبالتأكيد أننا لانعمل بدون مردود مالي، فنحن نحتاج للتحفيز؛ لأنَّ طبيعة البشر تحب التحفيز والإطراء، ودائماً تغييرإنسان ليعيش عيشًا مختلفًا يشعرنا بالسعادة، وعندما أرى مريضي يعيش حياة سعيدة مختلفة وإيجابية أسعد كثيراً.
الدكتور بيشي القرني، هل ترى نجاح الشخص في مجاله حافزًا للإنجاز أم عبئًا نفسيًا؟
كلاهما، فالإنسان المجتهد لديه عبء نفسي، فكل يوم أعمل عملية أشعر بالعبء والجهد النفسي والذهني نفسه الذي مررت به لأول مرة قمت بعمل عملية، وهذا مايجعل عملنا آمنًا وذا نتائج جيدة، تعكس كثيرًا مما نمر به من الضغط والتركيز.
مؤسس الجمعية السعودية لجراحة الفم والوجه والفكين، ما خطوات التأسيس؟
تأسست الجمعية عام 2009 م، وبدأت كثاني جمعية تابعة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية بعد جمعية طب الأسنان، أشكر زملائي في المجلس التأسيسي، الذين شرفوني برئاسة المجلس التأسيسي التي أعدها أهم مرحلة من مراحل حياتي؛ لأنه شيء حقيقي لمدى الحياة. ستستمر هذه الجمعية لنا وبعدنا، وسأكون مسرورًا دائمًا؛ لأنَّ هذه الجمعية ستبقى- بإذن الله-؛ لأنَّها المظلة التي نكون تحتها في مجال جراحة تجميل الوجه والفكين. فقد كنَّا عندما نجتمع مع الأوروبيين في جمعيات على مستوى العالم في المؤتمرات نُلام لعدم وجود مظلة تجمعنا. والآن من 10أو 11 سنة والجمعية تمشي بخطى جيدة، والدكتورة: امتنان الماجد تعمل في الجمعية بجهد منقطع النظير، وبخطى ثابتة، كما أنَّ الجمعية يعمل عليها ويقودها جيل جيد ونشط. لا أستطيع وصف إحساسي بهذا الإنجاز، فأنت ترى مولودًا لك ينمو ويستمرّ في النمو، لايوجد إحساس أكثر من ذلك يشعرك بالنجاح. 
ما الدولة الخليجية الأكثر تصدراً في عمليات التجميل، ولماذا؟
لا نبالغ إنْ قلنا: المملكة العربية السعودية؛ وذلك للكثرة السكانية، والتوسع الجغرافي، وعدد الأطباء الممارسين، والجهود المبذولة، فأغلب كوادر هذه البلد تعلموا في أفضل المراكز في العالم، وهذه الكوادر علَّمت الموجودين في البرامج المحلية.
ومع وجود الأجهزة الحديثة، والأيدي العاملة الممتازة أصبحت هذه العمليات أكثر أمانًا للعمليات التجميلية وغيرها. وفيما يتعلق بالأخطاء، فنسبة الخطأعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية من 35- 40 ٪ ، ونحن لدينا أخطاء لكنها قليلة لاتُقارن بأيِّ مكانٍ في العالم. 
في نهاية اللقاء كلمة أخيرة يوجهها الدكتور بيشي القرني؟
الإعلام لابدَّ أن يكون صديقًا للطبيب، وليس عدوًا لأنهما ليسا عدوين، ومهمتي بوصفي طبيبًا تحتم علي أنْ أوضح الحقائق للإعلام، ومهمة الإعلام هي تحري الدقة والبحث من أجل إيجاد الحقيقة، وليس مجرد البحث عن طرف خبر؛ لأن هذه سمعة ناس، وكذلك لانخوف المريض بنشر حالات غير دقيقة قد تدفعه لرفض عملية هو بحاجة إليها. أما أصدقائي فأقول لهم: التعليم أمانة، والتعليم لم يكن يوماً للبحث عن المردود المالي، فمردوده حقيقة إنساني، فإذا لديك شغف بالتعليم ساعد وتعامل مع الكل كما كنت تريد أن يتعاملوا معك عندما كنت تتعلم في هذا المجال، ففي كل مرة نكون إيجابيين ومحفزين لأصدقائنا أكون مسروراً، وكذلك أشعر بالسرور عندما يكون تلميذي أفضل مني علمياً وعملياً؛ لأنه حصل مني على التعليم الحقيقي الصحيح؛ لذا وجب أن يكون الأفضل.

 

 


 
 
 


   
Nabd Post

ارسل لنا مقال وسوف نقوم بنشرة

ودّعت الإدارة العامة للعلاقات الجامعية والإعلام اليوم الأحد الإدارة.
                                                                                                                                                        
الرياض حالة الطقس